تقرير عن عبد الملك بن مروان حضارة إسلامية حادي عشر فصل أول

تقرير عن عبد الملك بن مروان حضارة إسلامية حادي عشر فصل أول، نقدمه جاهزاً للطباعة من خلال منصة أفدني التعليمية، تبعاً للمنهج المقرر من وزارة التربية و التعليم بسلطنة عمان.

تحميل تقرير عن عبد الملك بن مروان حضارة إسلامية حادي عشر فصل أول:

المقدمة:

هو عبد الملك بن مروان الأول ولد في مكة عام 646، ونشأ في المدينة المنورة في شبه الجزيرة العربية، وتوفي في دمشق في أكتوبر عام 705، وهو الخليفة الخامس للخلافة الأموية التي أقيمت في دمشق، أعاد تعزيز والتركيز و تنظيم الإدارة الحكومية، و اعتمد اللغة العربية كلغة إدارية للإمبراطورية ككل، بالإضافة إلى تأسيسه للعديد من المؤسسات كمؤسسة البريد وصكه لعمله واحدة للخلافة، وأعاد تأكيد سيطرة وهيمنة الدولة الأموية على جميع البلدان، و ذلك بقيامه بالعديد من الحروب مع الحكام المحليين، وكما قام بالإشراف على بناء قبة الصخرة في القدس.

المحتوى:

بداية عهد عبد الملك بن مروان:

هو عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن مناف، وأمه هي عائشة بنت معاوية بن المغيرة بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس، ولد في خلافة عثمان بن عفان عام 26 للهجرة، عاش عبد الملك بن مروان أولى فترة في حياته مع والده مروان بن الحكم، و يُعد مروان بن الحكم الخليفة الرابع للدولة الأموية، و تعلم عبد الملك بن مروان الأصول الدينية و أقام علاقات جيدة مع الدوائر المتدينة التي وضعته في مكانة خاصة في فترات حياته اللاحقة، و من أهم هذه الفترات التي مر بها:

  1. تعيينه في عمر السادسة عشر من قبل قريبه الخليفة معاوية بمسؤوليات إدارية، وبقي في المدينة المنورة حتى عام 683.
  2. تم طرده من المدينة المنورة هو ووالده مروان بن الحكم، و ذلك من قبل المتمردين في ثورة ضد الحكومة المركزية في دمشق.
  3. التقى بالجيش الأموي القادم من دمشق، وأعطاهم أفضل النصائح والسبل للدخول على المدينة والسيطرة عليها.
    وفاة الخليفة يزيد في نوفمبر عام 683، ثم تولى مروان بن الحكم والد عبد الملك بن مروان الخلافة في عام 684، لما يتمتع به من قدرة على تجميع الأطراف تحت الخلافة الأموية.
  4. استلام عبد الملك بن مروان للخلافة من بعد والده مروان بن الحكم في عام 691.
  5. عند تولي عبد الملك بن مروان للخلافة أنهى الحروب الأهلية وعمل على توحيد العالم الإسلامي.

الاستقرار الداخلي في عهد عبد الملك بن مروان:

 

  • التغلب على الخوارج:

كانت الخلافات التي بين الخوارج ومعاوية بن يزيد مستمرة إلى أن استلم الخلافة عبد الملك بن مرون، حيث قام الخليفة عبد الملك بن مروان بإرسال جيش بخمسة آلاف مقاتل وعلى رأسهم الأشعث، ودارت معارك قوية من قبل الجانبين بحيث أظهروا مثالًا قويًا للشجاعة والفتوة فيما بينهم وأصبح يضرب بها الأمثال.
كاد الخوارج أن يحققوا النصر إلا أن عبد الملك بن مروان أرسل الحجاج أميرًا على العراق، الذي بدوره بدأ بتسيير الأمور بحنكته السياسية الشديدة، حتى إنه طردهم من العراق وأرسل خلفهم الجنود حتى فرق قواهم في البلاد، وأضعف من شوكتهم.
الخوارج أعادوا الهجوم على جيوش عبد الملك بن مروان في الموصل وشبه الجزيرة، فقام الحجاج بالإرسال خلفهم ولكنهم فتكوا بالجيوش، مما أدى إلى طلب الحجاج من الخليفة عبد الملك بن مروان بأن يرسل له النجدة.
أرسل عبد الملك بن مروان جيش مكون من ستة آلاف مقاتل وعلى رأسهم شبيب بن يزيد، الذي حمل عليهم أكثر من ثلاثين حملة، فقاوموه إلى أن هلك شبيب غرقًا، فهجم عليهم أهل الشام وقضوا عليهم، وصفي بعد ذلك الجو في العراق لعبد الملك بن مروان.

  • إخماد ثورة ابن الأشعث:

نتيجة للخلاف والكراهية التي كانت قائمة بين كل من الحجاج وبين عبد الرحمن بن الأشعث، قام الأخير بالتمرد على الحجاج وعدم الالتزام بأوامره، بالإضافة إلى تجييش الجيوش ضده ومبايعتهم له، على أن يقوم بإخراج الحجاج من العراق.
توجه ابن الأشعث إلى الحجاج بجيشه الذي كان يعتبر من أخطر الثورات التي أقيمت في زمن الخلافة الأموية والتي كانت تهدد بزوالها، بالرغم من أن عبد الرحمن بن الأشعث لم يطالب بإسقاط عبد الملك وإنما بالحجاج فقط، أصاب الجيش الذي كان يتجه إلى العراق الرعب في نفس الحجاج والهلع.
طلب من الخليفة عبد الملك الإمدادات من الجيوش والمقاتلين والعدة، الذي كان بدوره عبد الملك بن مروان يرسلها له بشكل يومي، وقرر الحجاج مواجهة ابن الأشعث قبل دخوله للعراق بإرسال الكتائب المتتالية لإيقافه لكن ابن الأشعث كان يتخطاهم إلى أن وصل البصرة وانضم له أهلها، وهنا فر الحجاج لمنطقة تسمى الزاوية هو ومن معه خوفًا، وعند هجوم ابن الأشعث على الحجاج في معركة الزاوية والتي كاد ابن الأشعث أن يحقق بها النصر إلا أن فرقة من فرق الحجاج أحدثت ثغرة في جيش ابن الأشعث واستغلها الحجاج، مما دفع الأشعث للتراجع للكوفة ومبايعة أهلها له وانضمام أهل البصرة له أيضًا، حينها قرر الخليفة عبد الملك بن مروان أن يرسل اتفاقية لأهل العراق وأهم ما بها أن ينزع الولاية من الحجاج وأن يعطي الولاية للأشعث.
لكن أهل العراق لضعف حنكتهم السياسية رفضوا ذلك، كما رفض ابن الأشعث تنازل عبد الملك لخلع الحجاج، مما دفع عبد الملك بالهجوم عليهم والإطاحة بجيش ابن الأشعث في معركة دامية عرفت بدير الجماجم، والتي كانت أهم نتائجها هروب ابن الأشعث إلى سجستان.
عند شعور ابن الأشعث بخيانة والي سجستان رتبيل له وأنه سيقوم بالغدر به وتسليمه إلى الحجاج قام برمي نفسه من أعلى القصر ومات عام 85 هجريًا.

الفتوحات في عهد عبد الملك بن مروان:

عندما استقرت الأحوال في الدولة الإسلامية واستعادت قوتها، عاد الخليفة عبد الملك بن مروان لفتح باب الجهاد من جديد في عام 73 هجريًا، ومن أهم هذه الفتوحات التي حصلت في عهده:

 

  • الفتوحات البيزنطية:
    عندما ساءت العلاقة بين الرومان والدولة الإسلامية في عام 74 هجريًا، بدأت الدولة الرومانية بالاستعداد للهجوم، ولكن الخليفة عبد الملك بن مروان قام بتحضير جيش وولى عليه أخاه محمد بن مروان وعينه واليًا على كل من أرمينيا وشبه الجزيرة.
    كان الجيش متجهزاً في أرمينيا لردع الروم عن مبتغاهم، وهذا ما حصل عندما حاول الرومان التقدم نحو الدولة الإسلامية من اتجاه أرمينيا وتكبدوا العديد من الخسائر والهزائم حتى أن الإمبراطور قد هرب ومن استطاع من حاشيته.
    زعزعت هذه الحادثة كيان الدولة البيزنطية وأضعفتها فاستغل عبد الملك بن مروان هذا الأمر وأمر باستمرار الهجوم على الدولة البيزنطية، حتى فتح قاليقلا في عام 81 هجريًا وتُعد من أهم المدن الرومانية، وتابع فتح العديد من الدول في نفس العام ففتح المصيصة وبنى أحصنتها ومساجد بها، حيث أنها لم تسكن من المسلمين سابقًا.

 

  • فتح شمال أفريقيا:
    جهز الخليفة عبد الملك بن مروان جيشًا يتكون من أربعين ألفًا من المقاتلين وكان أغلبهم من أهل الشام، وولى قيادته حسان بن نعمان الغساني الذي كان يلقب بالشيخ الأمين، وكانت بداية الغزو في عام 74 هجريًا واستطاع فتح كافة البلاد التي دخلها، وتمكن الجيش من فتح منطقة شمال أفريقيا والمناطق التي مر بها، وكان على مقدمة هذا الجيش العظيم محمد بن بكير وهلال بن شروان اللواتي.[٦]

الأقاليم في عهد عبد الملك بن مروان:

شملت الدولة الأموية العديد من الأقاليم، ولكنها لم تكن متساوية من حيث المساحة، ومن أهم هذه الأقاليم:

  1. إقليم بلاد العرب: كانت تشمل كلاً من الحجاز، وكانت تتضمن كافة مدن الحجاز والمدن التي تقع شمال مكة وكانت الحجاز عاصمة لها، واليمن الذي تضمن كلاً من عدن وحضرموت وأيضًا نجد، وعمان وكانت مقاطعة صغيرة تقع على الجزء الجنوبي الشرقي من بلاد العرب وعاصمتها صحار، بالإضافة إلى هجر التي اشتملت على كافة مدن اليمامة وكانت عاصمتها الإحساء.
  2. إقليم العراق: وهو الإقليم الذي شمل كلاً من الكوفة والبصرة وأيضًا شمل واسط والمدائن وحلوان وسامراء.
  3. و إقليم الجزيرة: وهو الإقليم الذي كان يمثل بلاد الآشور القديمة، ويتميز هذا الإقليم بوقوعه بين نهري دجلة والفرات.
  4. إقليم الشام: وتضمن هذا الإقليم كلاً من دمشق وفلسطين وأيضًا على حمص والأردن.
  5. أقاليم أخرى: كإقليم مصر وإقليم المغرب، وإقليم ما وراء النهرين، وأيضًا إقليم أهواز وإقليم كرمان وأيضًا بلاد فارس وإقليم سند.

الأنظمة الداخلية في عهد عبد الملك بن مروان:

  • النظام الإداري:

أولت خلافة بني أمية للأنظمة الإدارية الكثير من الاهتمام، وذلك بسبب إقامتهم في بلاد الشام وعرفت هذه البلاد بالعادات والتقاليد الإدارية العريقة، وشهدت أيضًا في زمن عبد الملك بن مروان تقدمًا وتطورًا، ومن هذه التطورات التي حصلت في عهده:

  1. تعريب الدواوين: فعربت الدواوين في كل من الشام والعراق ثم تم تعريب دواوين مصر، حيث كانت سابقًا تدار الدواوين باللغة السابقة للفتوحات الإسلامية.
  2. تأسيس ديوان الطراز: يعود تأسيس هذا الديوان لزمن عبد الملك بن مروان، وكان يعنى هذا الديوان بالمصانع والمعامل التي يصنع بها النسيج الذي يعبر عن طراز الدولة، وكان المشرف على المصانع يسمى بصاحب الطراز.
  3. ديوان الرسائل: أسس هذا الديوان في زمن عبد الملك بن مروان، وكان يقوم على تبادل الرسائل بين الأمراء والخلفاء.
  • النظام الاقتصادي:
    من أهم جوانب هذا النظام:
  1. بسبب إنهاء التبعية البيزنطية على الدول الإسلامية قام عبد الملك بن مروان بإصدار عملة خاصة بالدولة الأموية.
  2. منع سك أي عملة نقدية غير العملة الإسلامية.
  3. استمرار نظام الخراج المطبق على الدول التي تخضع للدولة الإسلامية.
  4. إنشاء ديوان المستغلات في عهد عبد الملك بن مروان، وكان يختص بإيرادات الأراضي التابعة للدولة.
  • النظام القضائي:
    تميز القضاء في العصر الأموي بمجموعة من المميزات، ومنها:
  1. عدم تدخل الخلفاء بالقضاة، أو بالأحكام القضائية حيث تم الفصل بين السياسية والقضاء، وكان القاضي يحكم بكتاب الله وسنة نبيه فقط.
  2. كان القاضي يقوم بالقياس والاجتهاد في حال لم يجد نصاً في القرآن أو السنة تتعلق بهذا الأمر.
    كان معاوية بن أبي سفيان يجلس للناس في المسجد فيقضي ويرد المتظالم لأهلها.
  • الإنجازات في عهد عبد الملك بن مروان:
    من أهم هذه الإنجازات التي تعود لزمن الخليفة عبد الملك بن مروان:
  1. توحيد الدول الإسلامية تحت الخلافة الأموية.
  2. سك عملة موحدة للدول الإسلامية.
  3. توحيد اللغة في كافة أنحاء الخلافة والدول التابعة لها واعتماد اللغة العربية كلغة إدارية.
  4. توحيد الأوزان والمقاييس.
  5. بناء قبة المسجد الأقصى.

جوانب أخرى في عهد عبد الملك بن مروان
الأدب في عصر عهد عبد الملك بن مروان
كانت الفترة الأموية في زمن عبد الملك بن مروان مزدهرة من حيث الأدب، ويعود ذلك لاهتمامه الشديد بالأدب والعلوم كافة، فتميزت في زمنه إضاءات أدبية متنوعة كالشعر والنقد والخطب السياسية، وتعزيزه لمجالس النقد التي لم نرَ لها وجوداً إلا في زمنه وزمن معاوية، ومن الاتجاهات الأدبية لعبد الملك بن مروان أنه كان يستقدم أرباب الفصاحة مثل عامر الشعبي من العراق، وكذلك ما وجد بينه وبين الأخطل من اللقاءات الأدبية.

الخاتمة:

  • نهاية عهد عبد الملك بن مروان:

كانت وفاة الخليفة عبد الملك بن مروان في المنتصف من شهر شوال في عام 86 هجريًا وكان قد بلغ من العمر 60 عامًا.
قبل وفاته طلب من طبيبه الماء فمات عند شربه إياه.
دفن في خارج باب الجابية في دمشق وصلى عليه أولاده.
تولى من بعده الخلافة الوليد بن عبد الملك

المرجع: 

موقع حضارة

تابعونا على سوشيال ميديا أفدني عمان من خلال الروابط الآتية:

التيلجرام  الأنستجرام 

التويتر  الفيسبوك جروبات الواتساب لجميع صفوف المنهج العماني

زر الذهاب إلى الأعلى